مايكروسوفت تُصلح ما أفسدته: عودة ميزات ويندوز 10 القديمة وثورة مرتقبة في ألعاب “Arm”

يعلم كل من استخدم نظام التشغيل “ويندوز” لفترة طويلة أن الانتقال إلى النسخة الحادية عشرة لم يكن سلساً بالكامل، إذ افتقر “ويندوز 11” للعديد من الميزات المحبوبة التي كانت أساسية في سلفه “ويندوز 10”. ولعل أبرز ما يثير استغراب المستخدمين حتى الآن هو غياب إمكانية تغيير حجم قائمة “ابدأ” أو نقل شريط المهام إلى جوانب الشاشة المختلفة، وهي تعديلات تبدو بسيطة تقنياً لكنها لا تزال غائبة. ولكن يبدو أن شركة مايكروسوفت بدأت تدرك ضرورة استمالة عشاق النظام القديم، خاصة أولئك الذين انتقلوا للنسخة الجديدة هرباً من اقتراب موعد انتهاء دعم “ويندوز 10”.

وفي خطوة قد تُقرأ على أنها محاولة لتصحيح المسار، أعلنت الشركة خلال حدث “Ignite” السنوي عن إعادة ميزة “عرض الأجندة” (Agenda View) التي كانت موجودة سابقاً، وذلك في تحديث مستقبلي للمعاينة سيتم طرحه في ديسمبر 2025. ستعود هذه الميزة لتندمج مع مركز الإشعارات والتقويم، مما سيمكن المستخدمين من الانضمام للاجتماعات مباشرة واستدعاء مساعد الذكاء الاصطناعي “Copilot” لإدارة جداولهم اليومية، وهو ما يتماشى مع خطة مايكروسوفت لتحويل النظام إلى بيئة عمل تعتمد بشكل مكثف على الوكلاء الأذكياء، حتى وإن لم يكن الجمهور متحمساً لذلك بالضرورة.

حلول مؤقتة للفجوات المستمرة

على الرغم من هذه الأخبار المبشرة التي رصدتها مدونة “Windows IT Pro”، لا تزال هناك فجوة واضحة بين النظامين، حيث تظل بعض الميزات المفضلة تائهة في المسافة بين الإصدارين. الخبر الجيد هنا هو أنه مهما نسيت مايكروسوفت من تفاصيل، غالباً ما تظهر تطبيقات خارجية لسد هذا النقص، بل وتتفوق أحياناً على الأدوات الأصلية. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تفتقد التحكم الكامل في قائمة “ابدأ”، فإن تطبيقات مثل “StartAllBack” تقدم حلولاً تعيد لك السيطرة التي فقدتها، وتُظهر القائمة بشكل أفضل مما تقدمه مايكروسوفت حالياً.

قفزة نوعية في تجربة الألعاب على معالجات “Arm”

بعيداً عن تحسينات الواجهة، يشهد نظام “ويندوز” على معالجات “Arm” تطوراً جذرياً، خاصة فيما يتعلق بالألعاب. فبعد الوعود التي أطلقتها شركة “كوالكوم” العام الماضي بأن الألعاب “ستعمل ببساطة” على أجهزة الكمبيوتر المحمولة المزودة بمعالجات “Snapdragon X Elite” – والتي أثبتت التجربة العملية حينها أنها كانت بعيدة عن الواقع – أصبح الوضع اليوم مختلفاً تماماً. بفضل التحسينات الكبيرة في المحاكيات، وتحديثات التعريفات، والعمل الدؤوب على توافقية برامج مكافحة الغش، باتت المنصة أكثر جاهزية لاستقبال اللاعبين.

وتطلق كوالكوم هذا الأسبوع “لوحة تحكم سناب دراجون” (Snapdragon Control Panel)، وهي أداة تكتشف الألعاب المثبتة تلقائياً وتقوم بتحسينها، في خطوة تحاكي ما تقدمه شركات مثل “إنفيديا” و”إيه إم دي” لبطاقاتها الرسومية. تتيح هذه اللوحة للمستخدمين ضبط معدلات الإطارات، وتنعيم الحواف (anti-aliasing)، وتصفية القوام، بالإضافة إلى تثبيت أحدث تعريفات معالج الرسوميات “Adreno” المخصصة لتحسين استقرار وأداء الألعاب الحديثة، حيث أكدت الشركة إجراء إصلاحات لأكثر من 100 لعبة منذ الإطلاق.

دعم تقني موسع وشراكات استراتيجية

تزامناً مع إطلاق لوحة التحكم الجديدة، أجرت مايكروسوفت وكوالكوم تغييرات جوهرية لدعم مجتمع اللاعبين. فقد أصبح محاكي “Prism” التابع لمايكروسوفت يدعم تعليمات “AVX” و”AVX2″ المتقدمة، وهي تقنيات ضرورية لتشغيل العديد من الألعاب والتطبيقات الإبداعية، وسيصل هذا الدعم للأجهزة الحالية في الأسابيع المقبلة. كما قامت مايكروسوفت بتحديث تطبيق “Xbox” ليسمح أخيراً بتحميل الألعاب المتوافقة مع معمارية “ARM64” وتثبيتها من متجر “Game Pass”، بعد أن كان التطبيق مجرد بوابة للألعاب السحابية عند إطلاق أجهزة “Copilot Plus”.

ولعل الإنجاز الأبرز في هذا السياق هو تعاون كوالكوم مع شركة “Epic Games” لتشغيل لعبة “Fortnite” بسلاسة على نظام “ويندوز” بمعالجات “Arm”، مع دعم كامل لمكافحة الغش على مستوى النواة. يأتي هذا بالتزامن مع إطلاق اللعبة لأول مرة على متجر آخر للكمبيوتر الشخصي وهو متجر “Xbox”، كجزء من صفقة لدمج خدمة “Fortnite Crew” مع اشتراك “Game Pass Ultimate”. ولا تتوقف الجهود هنا، إذ تعمل كوالكوم مع مزودين آخرين لبرامج مكافحة الغش مثل “BattleEye” و”Denuvo” لتمكين المزيد من الألعاب الجماعية من العمل على هذه المنصة الصاعدة.