جسم فضائي محتمل من خارج المجموعة الشمسية يمر عبر النظام الشمسي

رصد أولي لجسم غريب في الفضاء
أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) عن رصد جسم غامض قد يكون من خارج المجموعة الشمسية يمر حاليًا عبر نظامنا الشمسي. وأوضحت الوكالة أن الجسم، الذي يحمل الاسم المؤقت A11pl3Z، لا يُشكل أي خطر على كوكب الأرض، ومن المتوقع أن يمر عبر أعماق النظام الشمسي، مقتربًا من مدار كوكب المريخ.
وبحسب ريتشارد مويسل، رئيس قسم الدفاع الكوكبي في إيسا، فإن التأكد من أن الجسم ليس من أصل شمسي سيجعله ثالث جسم بيننجمي يتم اكتشافه أثناء عبوره النظام الشمسي. وأضاف مويسل: “لسنا متأكدين بنسبة 100٪ حتى الآن، ولكن أي نتيجة أخرى ستكون مفاجئة”.
الاكتشافات السابقة والأبعاد المحتملة
يُذكر أن أول اكتشاف مؤكد لجسم بيننجمي يعود إلى عام 2017، وتلاه اكتشاف ثانٍ في عام 2019. وبالنسبة للجسم الحالي، يُقدر قطره بين 10 و20 كيلومترًا، وقد يكون أصغر من ذلك. ويتوقع أن يزداد سطوعه مع اقترابه من الشمس، مما سيسمح برصده بواسطة التلسكوبات حتى العام المقبل.
صعوبات في دراسته
ورغم إمكانية رصده، إلا أن دراسته عن قرب تُعد شبه مستحيلة بسبب سرعته الكبيرة. وأوضح مارك نوريس، عالم الفلك في جامعة سنترال لانكشاير البريطانية، أن سرعة هذا الجسم تفوق بكثير سرعة الأجسام البيننجمية التي تم رصدها سابقًا. وتشير النماذج إلى وجود ما يصل إلى 10,000 جسم بيننجمي في أي وقت داخل النظام الشمسي.
وتمثل هذه الأجسام فرصة نادرة لاستكشاف بيئات خارج نظامنا الشمسي. وفي حال تم اكتشاف مركبات عضوية مثل الأحماض الأمينية على أحدها، فقد يشير ذلك إلى احتمال وجود حياة في أماكن أخرى من الكون.
تهديدات الكويكبات: رصد آلاف الأجسام
وفي سياق متصل، تواصل هيئات الفضاء رصد الكويكبات التي قد تُشكل خطرًا على كوكب الأرض. يُعد الكويكب “2024 YR4” من أبرز الأجسام التي تم تحليلها مؤخرًا، حيث قدّرت وكالة ناسا في مرحلة ما احتمالية اصطدامه بالأرض في عام 2032 بنسبة تصل إلى 3.1%. إلا أن التقديرات الأخيرة أظهرت أن الجسم لن يصطدم بكوكبنا.
من جانبه، أكد ريتشارد مويسل أن البيانات الحالية تستبعد تمامًا حدوث اصطدام بالأرض، لكن الاحتمال ارتفع قليلًا بالنسبة للقمر، حيث بلغ قرابة 4%. يبلغ قطر هذا الكويكب حوالي 60 مترًا، ومن المرجح أن يمر قريبًا من القمر، وقد يرتطم بسطحه في مشهد فلكي مثير، يمكن مشاهدته من الأرض إذا كانت الظروف الجوية مناسبة.
الآثار المتوقعة على القمر
وفي حال حدوث اصطدام، يتوقع العلماء أن يُحدث الكويكب حفرة يصل قطرها إلى مئات الأمتار أو ربما كيلومترين. لكن بحسب الخبير ديتليف كوشني من جامعة ميونيخ التقنية، فإن الحادث لن يؤثر على مدار القمر نظرًا لصغر حجم الجسم مقارنة بكتلة القمر.
وأضاف كوشني أن لا شيء سيحدث على سطح الأرض نتيجة الاصطدام، سوى أن الناس سيشاهدون ظاهرة سماوية مبهرة. ومع ذلك، لا يمكن تحديد نتائج هذا الحدث بدقة قبل عام 2028، إذ لا يزال الكويكب حاليًا خارج نطاق الرصد المباشر.
تاريخ الكويكبات المدمرة
وقد تسبب الكويكبات على مدار التاريخ في دمار هائل. يُعتقد أن انقراض الديناصورات سببه ارتطام كويكب ضخم بقطر يتراوح بين 10 و15 كيلومترًا بالأرض. وفي مثال آخر، شهدت منطقة تونغوسكا في سيبيريا عام 1908 انفجار كويكب قُدر قطره بين 40 و50 مترًا، ما أدى إلى تدمير ملايين الأشجار على مساحة توازي مساحة ولاية ألمانية كاملة تقريبًا.
هذه الأحداث تُبرز أهمية مراقبة الأجسام القريبة من الأرض واتخاذ التدابير الاستباقية للحفاظ على كوكبنا من أي خطر محتمل قادم من الفضاء.