كويكب بحجم ديناصور وخسوف كلي للقمر يزينان سماء سبتمبر

يشهد كوكبنا خلال الأيام القليلة القادمة حدثين فلكيين بارزين، حيث يقترب كويكب ضخم من الأرض ليمر على مسافة قريبة نسبيًا، يليه اكتمال قمر شهر سبتمبر الذي سيتزامن مع خسوف كلي في مناطق معينة من العالم. وتتابع وكالات الفضاء العالمية هذه الظواهر عن كثب، مقدمةً تفاصيل دقيقة حول مساراتها وتأثيراتها المحتملة.
الزائر الصخري “2025 QD8”
اكتشف العلماء قبل أسابيع قليلة فقط، وتحديدًا في 2٦ أغسطس الماضي، كويكبًا أُطلق عليه اسم “2025 QD8” عبر مرصد “بان-ستارز 1” في هاواي. وأظهرت الحسابات الفلكية أن هذا الجرم السماوي في طريقه للقيام بمرور قريب من كوكب الأرض. وبناءً على الضوء المنعكس من سطحه، يُقدّر العلماء قطره بما يتراوح بين 17 و38 مترًا (56-125 قدمًا)، وهو ما يعادل حجم حافلة كبيرة أو ديناصور من فصيلة “براكيوصور” تقريبًا.
ورغم أن وكالة ناسا لا تصنفه ضمن “الكويكبات الخطرة المحتملة” – نظرًا لكونه أصغر من العتبة المحددة بـ 140 مترًا – إلا أن تحليل مساره كشف عن قيامه بعدة اقترابات سابقة من الأرض والقمر والمريخ على مدار تاريخه. وتشير بيانات مركز تنسيق الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة الفضاء الأوروبية إلى أن الكويكب قد مر بالقرب من الأرض بالفعل في أعوام 1958، 1976، 1994، و2007. إلا أن اقترابه القادم سيكون هو الأقرب خلال المائة عام المقبلة.
من المتوقع أن يصل الكويكب إلى أقرب نقطة له من الأرض غدًا، الموافق 3 سبتمبر، في تمام الساعة 14:56 بالتوقيت العالمي المنسق، حيث سيمر على مسافة تقدر بحوالي 218,000 كيلومتر (135,500 ميل)، أي ما يعادل 57% من متوسط المسافة بين الأرض والقمر. وسيكون الكويكب في تلك اللحظة مندفعًا بسرعة هائلة تصل إلى 28,600 ميل في الساعة. وقبل ذلك بساعات، في نفس اليوم عند الساعة 08:42 بالتوقيت العالمي، سيكون قد مر بالقمر على مسافة أبعد قليلًا.
وجدير بالذكر أن “2025 QD8” ليس الزائر الوحيد هذا الأسبوع، حيث تتابع ناسا أيضًا عدة كويكبات أخرى أصغر حجمًا، منها ما مر بالفعل ومنها ما هو قادم، مما يجعل سماءنا منطقة نشطة بالأحداث الفلكية.
بدر سبتمبر وخسوف “القمر الدموي”
بعد أيام قليلة من مرور الكويكب، ستتجه الأنظار نحو القمر، حيث يكتمل بدر شهر سبتمبر، المعروف في أمريكا الشمالية باسم “قمر الذرة”، يوم الأحد الموافق 7 سبتمبر 2025. ويأتي هذا الاسم من ارتباطه بموسم حصاد الذرة في هذا الوقت من العام. ويُطلق على بدر سبتمبر أحيانًا اسم “قمر الفاكهة” أيضًا.
وسيتزامن هذا البدر مع ظاهرة فلكية مذهلة وهي الخسوف الكلي للقمر، والذي سيحول لونه إلى الأحمر القاتم أو ما يُعرف بـ”القمر الدموي”. ولكن لسوء الحظ، لن تكون هذه الظاهرة مرئية من الأمريكتين الشمالية والجنوبية. سيكون الخسوف الكلي حدثًا عالميًا يمكن مشاهدته فقط من المناطق التي تكون في الجانب الليلي من الأرض أثناء وقوعه، وهي أجزاء من آسيا وأستراليا والمحيط الهادئ.
بالنسبة للمشاهدين في تلك المناطق، ستستمر مرحلة الخسوف الكلي، التي يكتسي فيها سطح القمر باللون الأحمر، لمدة 82 دقيقة. أما المدة الإجمالية للحدث، بما في ذلك المراحل الجزئية وشبه الظلية، فستصل إلى خمس ساعات وسبع وعشرين دقيقة. أما سكان أمريكا الشمالية، فسيشاهدون بدرًا مكتملًا كالمعتاد، والذي يبدو دائمًا في أفضل حلة له عند شروقه في الأفق الشرقي وقت الغسق.